أمر لا يصدق: هل يساعد “تشات جي بي تي” في العلاج النفسي؟
هل يمكن لتطبيق “تشات جي بي تي” أن يكون مفيداً في علاج الأمراض النفسية؟ هذا ما ألمحت إليه مسؤولة في شركة الذكاء الاصطناعي الأميركية “أوبن أيه آي”، والتي تقف وراء برنامج الدردشة الآلية الشهير. وأثارت هذه التلميحات انتقادات كثيرة بسبب تقليلها من صعوبة علاج الأمراض العقلية، حسبما ذكرت “وكالة الصحافة الفرنسية”.
في ايلول الماضي، أشارت ليليان ونغ، المسؤولة عن المسائل الأمنية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، إلى تجربتها مع تشات جي بي تي، حيث أجرت محادثة صوتية شخصية مع التطبيق تتناول موضوعات التوتر وتحقيق التوازن بين العمل والحياة. قامت ونغ بتوجيه السؤال إذا ما كان التأثير الإيجابي الذي شعرت به خلال المحادثة يشبه تجربة العلاج النفسي. هذا أثار الجدل حول إمكانية توجيه التحدث مع الذكاء الاصطناعي بدور علاج نفسي.
وتمت دراسة تأثير التفاعل مع الذكاء الاصطناعي من خلال دراسة نشرت في المجلة العلمية “نيتشر ماشين إنتلجنس” (Nature Machine Intelligence). قام الباحثون بتقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات وأخبروهم بأنهم يتفاعلون مع التطبيق على نحو مختلف. أُخبرت المجموعة الأولى بأن التطبيق يمتلك تعاطفًا، بينما أُخبرت المجموعة الثانية بأن التطبيق يكون متلاعبًا، وأُخبرت المجموعة الثالثة بأن التطبيق يتسم بالسلوك المتوازن.
كانت النتيجة أن الأفراد الذين شعروا بأنهم يتفاعلون مع تطبيق يتمتع بالتعاطف كانوا أكثر عرضة للاعتقاد بأن التطبيق جدير بالثقة.
يرى الباحثون أن هذا الأمر يمكن تفسيره بتأثير الدواء الوهمي حيث أن المشاركين توقعوا تفاعلًا إيجابيًا بسبب الاعتقاد في قدرة التطبيق على التعاطف، حتى إذا كان ذلك ليس له أساس حقيقي.
بالتالي، يظهر أن تلك التجارب ترتبط بأثر الدواء الوهمي، وأن التفاعل مع التطبيق قد يجعل المستخدمين يتوقعون تأثيرًا إيجابيًا، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة أن هذا التأثير يمكن أن يكون بديلًا فعّالًا للعلاج النفسي.
بصورة عامة، تشير هذه النتائج إلى أهمية توعية المستخدمين بالميزات والقدرات الحقيقية للذكاء الاصطناعي وعدم تقديمه كبديل للعلاج النفسي، خاصة في مجالات حساسة مثل الصحة العقلية.
المصدر : الشرق الاوسط