زلزال اسطنبول المرتقب
يتوقع معهد أبحاث الزلازل في اسطنبول (مرصد كانديلي) وقوع زلزال بقوة 7.33 درجة في وقت ما، استناداً إلى سلسلة من الحسابات باستخدام سوابق تاريخية. لذلك تستعد إدارة الكوارث والطوارئ للتعامل مع زلزال بقوة 7.5 درجة، وهو أقل بقليل من الزلازل التي ضربت جنوب البلاد في شباط 2023.
ويقول الخبراء إنه بعد الدمار الذي حدث عام 2023 في جنوب البلاد والانتقادات التي وجهت إلى السلطات لعدم استعدادها، بدأت عدة بنوك الآن في التخطيط للطوارئ. ويشمل ذلك تجهيز مكاتب وفرق في العاصمة أنقرة لضمان الاستمرارية في حالة وقوع كارثة، وفقاً لما ذكرته وكالة “بلومبرغ”.
وذكر التقرير أن عدة بنوك تركية تضع خطط طوارئ وبدائل لاستمرار أعمالها في حال تعرض المدينة لزلزال.وتعمل عدة بنوك مثل دنيز بنك، وغارانتي، وكيو أن بي، وبنك التنميةTSKB، على وضع خطط احتياطية.
دمار هائل
قال وزير البيئة والتخطيط العمراني التركي مراد كوروم أنه “من المتوقع حدوث زلزال محتمل في إسطنبول، لكننا لن ننتظره ــ لا نستطيع الانتظار. لن نغضّ الطرف عن هذا الواقع، كما قد يفعل البعض”.
وأضاف: “إن 600 ألف بناء سكني يقطنها حوالي 2.5 مليون نسمة معرضة لخطر الانهيار في الدقائق الأولى من زلزال قد يضرب إسطنبول.نحن ندرك تماماً خطورة هذا الوضع ونعلم أنّ هذه المباني بحاجة ماسة إلى التجديد”.
من جهته، قال أستاذ علم الزلازل التركي هالوك إيدوغان، لوكالة “نوفستي”، إن العلماء يتوقعون حدوث زلزال يتجاوز 7 درجات في إسطنبول ومنطقة بحر مرمرة، ستشعر بعواقبه الاقتصادية تركيا بأكملها.
وتقدر شركات التأمين أن الأضرار الناجمة عن الزلزال قد تتجاوز 325 مليار دولار. ويمتد أحد فروع صدع شمال الأناضول في بحر مرمرة قبالة سواحل إسطنبول تماماً.
تاريخ اسطنبول والزلازل
تظهر السجلات أنه في صيف عام 1509، ضرب زلزال قوي إسطنبول بعد وقت قصير من استيلاء العثمانيين على المدينة. وتصف السجلات وفاة الآلاف بسبب انهيار المباني. وبعد حوالي 250 عاماً، في عام 1766، ضرب زلزال قوي آخر، مما أدى إلى انهيار مآذن المسجد الأزرق.
وفي الآونة الأخيرة، أدى زلزال مدمر قبل 25 عاماً في مدينة إزميت على بعد أقل من 100 كيلومتر (62 ميلاً) من إسطنبول إلى مقتل أكثر من 17000 شخص في المنطقة. وما تلا ذلك كان أزمة مالية في عام 2001، مما مهد الطريق لصعود الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إلى السلطة.