لبنانمباشر

نازحو الجنوب تحت خطّ الفقر!

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

تزداد معاناة النازحين الجنوبيين يوماً بعد آخر، وسط غياب اهتمام المسؤولين والحكومة رغم مرور أكثر من شهرين على الحرب، ويرزحون تحت وطأة البرد والصقيع والخوف.

حضر بسّام إلى مركز بلدية كفررمان مرّات عدّة، ليسأل عن المساعدات من دون جدوى. في كل مرة يكون الجواب نفسه «ما في مساعدات». يبكي بحرقة، فالمنزل حيث يقيم لا اشتراك كهرباء فيه ولا مياه ساخنة ولا حتّى فرش. بالكاد تتوفّر فيه كنبة على حدّ قوله «نئنّ من البرد يوميّاً، ولم نتمكّن من الوصول إلى كفركلا بسبب القصف المتواصل. لم نحضر معنا شيئاً، ظننّا أنّ الحرب لن تطول».

لا تنتهي المأساة المتفاقمة هنا، إذ تشعر البلديات بعجز كبير، في ظل شحّ المساعدات المتوفرة، ومعاناة النازحين الاقتصادية، والأخطر الاستغلال غير المبرّر لهم، سواء من قبل صهاريج المياه أم تجّار المنازل أم حتى الدولة.

بغصّة يسرد سراج معاناته، إنه يسكن مع 7 عائلات، يواجهون مرارة النزوح، وما يؤلمه هو اللامبالاة. ويشير إلى أنّهم «يضطرّون لشراء المياه كل يومين أو ثلاثة، حيث يطلب صاحب الصهريج لقاء 5 براميل مليوناً و200 ألف ليرة، دون مراعاة ظروفهم الاقتصادية». كما أنه «يضطرّ للذهاب يوميّاً للعمل في تلة الحمامص لقاء مليون ليرة ليشتري بها المياه، عاجزاً في المقابل عن توفير كلّ المتطلّبات».

على عجل يحضر حسين إلى مركز البلدية في كفررمان، يصرخ بغضب، هو الذي غادر بلدته بعد 40 يوماً من الحرب، واضطرّ لاستئجار منزل مفروش بـ400 دولار، لأنّ والدته طاعنة في السن ومريضة، ولا يمكنها السكن في منزل فارغ. يقول «لم يطرق أحد بابي، لم يسأل أحد عن حالنا وواقعنا، وفوق كل ذلك طلب صاحب المنزل 100 دولار إضافية بدل إيجار». يمسح دمعته ويكمل: «حملت عائلتي وعدنا إلى كفركلا، ما إن وصلنا إلى منزلنا وقبل أن نخرج من السيارة، سبقتنا قذائف العدو على مدخل المنزل، فعدنا أدراجنا».

كثيرة هي البلديات التي تنتظر دعم محافظة النبطية بالمساعدات، غير أنّ بلدية النبطية لم تقف مكتوفة أمام معاناة النازحين الذين بلغ عددهم 553 عائلة في المدينة، بحسب ما أفاد مسؤول خليّة الأزمة في البلدية المهندس خضر قديح الذي يشير إلى «شحّ الدعم الحكومي للنازح، وهي عبارة عن مساعدات لا تكفي 10 إلى 20 عائلة فقط». لذلك تحرّكت البلدية في أكثر من اتجاه. ويكشف أنّ البلدية «وفّرت منازل مجانية للنازحين لتجنيبهم استغلال تجار المنازل، وتعمل حالياً على تأمين وسائل التدفئة لهم، خصوصاً أنّ البرد قارس».

لم يترك قديح باباً إلا طرقه، إذ عملت خلية الأزمة على تأمين حصص غذائية مقدّمة من مجلس الجنوب، إضافة إلى أدوات تنظيف وحليب للأطفال وملابس وفرش وحرامات، فضلاً عن الرعاية النفسيّة والاجتماعيّة والصحيّة للجميع، إضافة إلى توفير الكتب للطلاب وتأمين المدارس لهم». ويختم قديح أننا «نعمل ليل نهار لتسديد حاجات أهلنا. نتواصل مع الجميع من جمعيات محلية ومقتدرين وغيرهم. همّنا أن نكون قربهم في ظروفهم الصعبة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى