جبهة الجنوب مضبوطة نسبيًا وترقّب لكلمة نصرالله!
جاء في “الأنباء”:
بدأ التوغّل البرّي للاحتلال الإسرائيلي في غزّة يوم الجمعة الماضي، لكن إسرائيل لم تُعلن ذلك لجملة من الحسابات، أبرزها الخوف من الفشل، لكنها أمس أعلنت رسمياً بدء اجتياح غزّة في عملية برّية واسعة نسبياً تترافق مع قصف كثيف، ما يُشير إلى أنها تعتمد سياسة الأرض المحروقة.
بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي بتكثيف توغلاته من جبتهي شمال القطاع وشمال شرقه، وصولا الى وسط القطاع، وفق ما أعلنت حركة “حماس”، التي أشارت إلى أن مقاتليها يخوضون اشتباكات عنيفة على كافة المحاور وينصبون الكمائن التي أوقعت خسائر في صفوف العدو الإسرائيلي.
وبموازاة التوغّل البرّي، ارتكبت إسرائيل مجزرة جديدة بحق فلسطينيي غزّة مع قصفها مخيم جباليا بشكل عنيف جدّا، ما أدّى إلى وقوع عشرات الشهداء والجرحى، في حين تم الإعلان عن عدم وجود أي سرير لاستقبال أي جريح بسبب انهيار المنظومة الصحية في القطاع على أثر الغارات الإسرائيلية.
على المستوى اللبناني، فإن الاعتداءات الإسرائيلية مستمرّة في الجنوب، فيما أعلن “حزب الله” استهدافه العديد من جنود الاحتلال ومواقعهم، مُوقعاً خسائر بشرية ومادية. لكن الحرب المستمرّة في الجنوب لا زالت ضمن قواعد الاشتباك المعتمدة ولم تتوسّع رقعتها بشكل جدّي لتجر البلاد إلى الحرب.
رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات، العميد الركن هشام جابر أشار إلى أن “الهجوم البرّي على غزة كان متوقعاً، لكن من المستبعد شن اجتياح واسع كما يُشاع، لأن التكلفة ستكون مرتفعة على إسرائيل وقد تكون أسوأ من هجوم 7 أكتوبر نفسه، والأميركيون حذّروا إسرائيل ونصحوها بالعدول عن الاجتياح”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، توقّع جابر أن “يلجأ الجيش الإسرائيلي إلى تقسيم غزّة إلى 4 مناطق، وأن يعمل على قطع خطوط الاتصال والإمداد بين مجموعات “حماس” في القطاع، وفي الوقت نفسه أن يتجنّب المخيّمات والمناطق المكتظة، خصوصاً وأنّه يعاني الخسائر الباهظة”. واستطرد جابر في هذا السياق: “وصلوا إلى مشارف مدينة غزّة، لكن من غير المرتقب أن يقتحموها، بل سيبحثون عن محاور أخرى للدخول منها لتفادي حروب الشوارع والأنفاق، وسيستمرون في القصف الوحشي، وثمّة احتمالان في الكواليس قد تلجأ إليهما إسرائيل، الأول استخدام السلاح الكيميائي، والثاني إغراق الأنفاق بالمياه”.
وبشأن جبهة جنوب لبنان، رأى جابر أن بدء إسرائيل للعملية البرّية في غزة “لا يعني بالضرورة تدخّل الحزب، لأن الأخير يدرس بدقّة الجبهة الجنوبية من جهة، ومن جهة ثانية الوضع الداخلي أي الشعب اللبناني الذي لا يُريد الحرب ولو كان من داعمي حزب الله”، مستبعداً توسيع جبهة الجنوب في المدى القريب.
وبالنسبة لحديث الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله المرتقب يوم الجمعة، لفت جابر إلى أن “نصرالله سيتحدث عما حققه الحزب في معاركه مع الجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر، وكيف تمكّن الحزب من التخفيف عن جبهة غزّة من خلال دفع إسرائيل للتركيز على جبهة الشمال نسبياً وتخصيص 3 فرق ولواء غولاني للمتابعة”.
إذاً الاجتياح البري لقطاع غزّة بدأ، ومعه بدأت المرحلة الثانية من حرب الاحتلال ضد “حماس” والشعب الفلسطيني، ومرحلة أخرى من ارتكاب المجازر ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين، والأيام المقبلة ستكون كفيلة للكشف عن قدرات إسرائيل من جهة، والفصائل الفلسطينية داخل القطاع من جهة ثانية، والآفاق المحتملة للجبهة اللبنانية في الجنوب.