البلد لا يحتمل وتحذير جديد: التهديد للبنان 10 أضعاف حرب 2006!
جاء في “نداء الوطن”:
على وقع الصواريخ والمسيّرات التي لم تهدأ على الجبهة الجنوبية منذ اندلاع حرب غزة قبل 17 يوماً، جاءت أمس زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يرافقه قائد الجيش العماد جوزاف عون الى القطاع الغربي من هذه الجبهة، بهدف إعلان موقف واضح بالتزام القرار الدولي الرقم 1701، الذي أنهى حرب عام 2006 التي ألحقت بلبنان دماراً هائلاً وخسائر فادحة بشرية ومادية. وهذا القرار هو الملاذ اليوم لتجنيب لبنان أضراراً «تبلغ 10 أضعاف» الحرب السابقة، بحسب تحذيرات أميركية للمسؤولين اللبنانيين. فهل هناك إمكانات الآن لتطبيق هذا القرار؟
وفقاً لمعلومات «نداء الوطن» فإنّ رئيس الحكومة وقائد الجيش خلال زيارتهما مقر قيادة قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان «اليونيفيل» في الناقورة، أبلغا قائدها العام الجنرال أرولدو لازارو ساينز الآتي: التزام لبنان القرار 1701، والتأكيد على دور «اليونيفيل» بالتنسيق مع الجيش، ورفض مطلق لاستباحة فصائل فلسطينية جنوب الليطاني، والتزام الحكومة عبر الأجهزة العسكرية والأمنية ملاحقة أي خرق وتحديداً من قبل الفصائل في ما خص إطلاق الصواريخ، والتطمين الى عدم تعرّض «اليونيفيل» لأي اعتداء، واتخاذ اجراءات إضافية في محيط المخيمات، وتحديداً مخيم الرشيدية في منطقة صور لمنع نقل صواريخ الى المنطقة المحيطة، وتحديداً سهل القليلة، حيث تنصب منصات إطلاق الصواريخ نحو اسرائيل».
وتزامناً، مع التحرك الرسمي، صدر أول موقف عن مرجعية اسلامية يحذر من انزلاق لبنان الى الحرب، أعلنه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى خلال اجتماع موسع عقدته الهيئة العامة للمجلس المذهبي للطائفة، في حضور الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط. وجاء في كلمة الشيخ أبي المنى:» أمام المناوشات الحاصلة في جنوب لبنان، والتحليلات المتضاربة حول احتمالِ توسُّع الحرب، قلنا بواجب الدفاع عن الوطن اذا ما تم الاعتداءُ عليه، ولكن ناشدنا المقاوِمين المجاهدين، كما ناشدهم وليد بك، بألّا يُستدرَجوا إلى الحرب، لأن كلفتها ستكون باهظة جداً على بلدٍ كلبنان يعاني ما يعانيه من فراغ رئاسي وتشتُّتٍ سياسي وانهيار مالي واقتصادي، إذ هو في حاجة الى علاج داخلي قبل أن يدخل في علاج الخارج، مع الاحتفاظ بهيبة المقاومة والاستعداد لأي طارئ، وإذّاك فكلُّنا نكون معنيّين بواجب الدفاع والاحتضان والوحدة الوطنية».
أما جنبلاط فقال: «الهجوم مُمكن (على غزة) وقد يرتدّ الى الداخل اللبناني، لذلك شعاري، وكانت نصحيتي الشخصية مع وفيق صفا والحاج حسين خليل من خلال الوزير السابق غازي العريضي، أن لا نُستدرج الى الحرب، فاليوم في الجنوب الحرب »ماشية» ولغاية الآن هناك 28 شهيداً لـ»حزب الله»، لكن من أجل عدم توسيع رقعة الحرب وتجنيب الداخل (الدمار)، اجتمعت بالرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وجميعنا نتفق على نصح «الحزب» بأن لا نُستدرج، لكن طبعاً الأمر لا يعود فقط الى «الحزب»، هناك أيضاً ماذا تريد اسرائيل، وقد تكون نواياها عدوانية».
ووسط هذه المخاوف، أفادت أوساط مرجع سياسي «نداء الوطن» أنّ الموقف الأميركي «صار واضحاً وشديد الحرص على تحييد لبنان وابقائه في منأى عن الحرب الحاصلة». ودعت واشنطن في اتصالاتها بالمعنيين في لبنان على أعلى المستويات الى «وجوب ان تمارس كل الضغوط السياسية لمنع «حزب الله» من فتح الجبهة اللبنانية على مصراعيها. وإذا فتحت فسنشهد تكراراً لحرب عام 2006، ولكن هذه المرة عشرة أضعاف»، على حد تعبير هذه الأوساط. وشددت على «بذل كل الجهود لئلا تتمدد حرب غزة، فتبقى الأمور تحت السيطرة في لبنان».
على صعيد متصل، أفيد ليل أمس أنّ السفارة السعودية في لبنان أجلت عائلات ديبلوماسييها عبر مطار بيروت على متن طيران سلاح الجو السعودي. وعلمت «نداء الوطن»، أنّ سبب إجلاء عائلات الديبلوماسيين السعوديين يعود الى التظاهرة التي شهدها محيط السفارة في بيروت قبل 3 أيام.
الى ذلك، يعقد السفراء العرب المعتمدون في لبنان اجتماعاً استثنائياً اليوم في سفارة فلسطين لمتابعة تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة.