قد يلجأ عدد من الآباء والأمهات إلى تربية أطفالهم باستخدام الإساءة اللفظية لتجنب تعنيفهم جسدياً ظناً منهم أنها أقل ضرراً، لكن دراسة حديثة أكدت أن الصراخ مؤذٍ للصغير كالتعنيف الجسدي تماماً.
فقد أكدت دراسة جديدة أن الصراخ في الأطفال أو وصفهم بـ “الأغبياء” قد يترك آثاراً ضارة بنفسياتهم شبيهة بتلك الناتجة عن تعرضهم للاعتداء الجسدي أو الجنسي، بحسب ما ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية.
كما بينت الدراسة التي نظرت في مجموعة من الأبحاث السابقة، وشمل أحدها أكثر من 20 ألف مشارك بريطاني، أن أولئك الذين تعرضوا للإساءة اللفظية كانوا أكثر عرضة مرتين تقريباً لتعاطي المخدرات، وواجهوا خطراً مضاعفاً تقريباً لدخول السجن، لأسباب مختلفة، مقارنة بأولئك الذين لم يتعرضوا لهذه الإساءة.
أكثر الكلمات المؤذية
كذلك، وجدت دراسة أخرى أجريت في المملكة المتحدة أيضاً على 1000 طفل تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً، أن 41% قالوا إن البالغين – سواء آباءهم أو مقدمي الرعاية لهم أو معلميهم – كثيراً ما يستخدمون كلمات مؤذية ومزعجة معهم ويقومون بإهانتهم وانتقادهم باستمرار.
وقال نصف المشاركين إنهم يتعرضون لمثل هذا السلوك أسبوعياً، فيما قال واحد من كل 10 إنه يتعرض له يومياً.
فيما لفت الأطفال إلى أن أكثر الكلمات المؤذية والمزعجة التي تعرضوا لها هي: “أنت عديم الفائدة” و”أنت غبي” و”لا يمكنك فعل أي شيء بشكل صحيح”.
ويقول الباحثون إن التحدث بقسوة مع الأطفال يجب الاعتراف به كشكل من أشكال الإساءة بسبب الضرر الكبير الذي يتسبب به.
“غبي وكسول”
من جانبها، قالت البروفيسور شانتا آر دوبي، الخبيرة الأميركية في إساءة معاملة الأطفال والمؤلفة المشاركة في الدراسة: “في كثير من الأحيان، لا يدرك البالغون كيف يمكن أن تؤثر نبرة الصراخ والكلمات الانتقادية، مثل (غبي) و(كسول)، سلباً على الأطفال”.
وأضافت: “يمكن أن يكون للصراخ في الأطفال أو إهانتهم آثار ضارة مثل تلك الناتجة عن التعرض للاعتداء الجسدي والجنسي”.
يذكر أن أحد أبحاث منظمة الصحة العالمية التي أجريت مؤخراً وجدت أن 36.1% من الأطفال في جميع أنحاء العالم تعرضوا للإيذاء العاطفي، الذي يتضمن الإساءة اللفظية.
وكان هذا أكثر بكثير من الـ25% الذين عانوا من الاعتداء الجنسي والـ22 في المائة الذين تعرضوا للإيذاء الجسدي.
العربية