تفع عدد قتلى الانفجار الضخم الذي وقع في ميناء بندر عباس، أكبر ميناء للحاويات في إيران، إلى 65 شخصًا على الأقل، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، اليوم الإثنين. وقع الانفجار يوم السبت في قطاع رجائي بالميناء، مما أسفر عن دمار هائل في المنشآت والمرافق المحيطة.
الانفجار الذي وقع في ميناء بندر عباس تسبب في تحطم نوافذ على مسافة امتدت لعدة كيلومترات، فضلاً عن تدمير العديد من حاويات الشحن وإلحاق أضرار جسيمة بالبضائع المخزنة داخلها. وقد أشار المسؤولون إلى أن الحريق الناتج عن الانفجار كان ضخمًا وامتد بشكل سريع، لكن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة على 90% من الحريق.
من جانبه، أعلن وزير الداخلية الإيراني إسكندر مؤمني أن التحقيقات الأولية أظهرت تقصيرًا واضحًا في التعامل مع الحادث، مما أسفر عن هذه الكارثة المروعة. وقال مؤمني في مؤتمر صحفي خلال زيارة له إلى مدينة بندر عباس: “لقد تم استدعاء عدد من المتسببين في الحادث لمتابعة التحقيقات، ونقوم بتسريعها بشكل مكثف.” وأضاف أن فرق الإطفاء عملت في ظروف صعبة للغاية للسيطرة على الحريق.
في اجتماع مشترك للجنة إدارة الأزمات ومجلس الأمن في محافظة هرمزجان، شدد مؤمني على أهمية منع تكرار الحوادث المماثلة في المستقبل. وأوضح أن ضعف الالتزام بمعايير السلامة والدفاع المدني كان أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى وقوع هذه الكارثة. كما أصدر توجيهات لتسريع التحقيقات بالتعاون بين السلطات القضائية والمحلية لمحاسبة جميع المتسببين في التقصير.
وأكد مؤمني على ضرورة مراجعة آليات تخزين البضائع في الميناء لضمان عدم انتقال الأضرار إلى باقي المواقع في حال وقوع أي حادث مستقبلاً. كما أكد على أهمية تعزيز الرقابة على مدة تخزين البضائع ومعالجة حالات التصريح الكاذب للبضائع. في ختام تصريحاته، شدد على ضرورة تسريع عمليات تعويض المتضررين جراء هذا الحادث المأساوي.
فيما يخص عدد الضحايا، قالت وسائل الإعلام الإيرانية إن الحصيلة الأولية للقتلى وصلت إلى 65 شخصًا، فيما أصيب العديد من الأشخاص جراء الانفجار. وذكرت التقارير أن أكثر من 1000 شخص أصيبوا، لكن العديد منهم قد خرجوا من المستشفيات، ولا يزال 200 شخص في العلاج، بينما هناك 6 مفقودين جراء الحادث.
يعتبر ميناء بندر عباس أحد أهم الموانئ التجارية في إيران وأكبر مركز للحاويات في البلاد، حيث يعد نقطة استراتيجية في الاقتصاد الإيراني وحركة التجارة عبر الخليج العربي. وهو يعد من الموانئ الحيوية التي تشهد حركة شحن نشطة للبضائع من مختلف أنحاء العالم، ما يزيد من خطورة وقوع الحوادث في مثل هذه المواقع.
وقد أعربت العديد من الدول والمنظمات الدولية عن تعازيها للشعب الإيراني جراء هذه الكارثة، مؤكدة تضامنها في هذا الظرف العصيب