لبنانمباشر

مُعطيات خطيرة عن لبنان بشأن مرحلة ما بعد حرب غزّة

كتب داود رمال في “الأنباء” الكويتية:

لم ينته الأمر عند البيان التوضيحي لحركة حماس الذي نفى الطابع العسكري لما أسمته «طلائع طوفان الاقصى»، فالاستباحة للساحة اللبنانية يعمل على تكريسها يوما بعد آخر وبتراخ غير مسبوق من حزب الله، الأمر الذي بدأ يثير حنق بيئة الحزب الرافضة لعودة الأمور في الجنوب الى ما قبل العام 1982.

والاخطر في هذا المجال ما كشفه مصدر واسع الاطلاع لـ «الأنباء» عندما تحدث عن «ثلاثة أمور خطيرة يجب التوقف عندها مليا وهي:

اولا: لم يأت اعلان حماس عن «طلائع طوفان الاقصى» من فراغ، انما تحضيرا لمرحلة ما بعد انتهاء حرب غزة والوقائع الميدانية والأمنية والسياسية التي ستنشأ، والاصرار الدولي والعربي على عدم العودة الى ما قبل السابع من اكتوبر، وبعدما باعت كل الدول حماس، وجدت الأخيرة من يشتريها في لبنان وهو حزب الله، الذي أمن لقياداتها وكوادرها وعناصرها الذين غادروا غزة الملاذ الآمن، بحيث يتحركون بكل حرية وينشطون اعلاميا وسياسيا، في حين تضع الدول العربية والاجنبية ضوابط شديدة على اي نشاط سياسي او اعلامي لأي جهة كانت، والاخطر ان هذه الطلائع هي عمليا تحضير للامساك بقرار المخيمات الفلسطينية لتكون بديلا عن غزة، اي وضع لبنان في موقع وموقف لا يحسد عليهما.

الثاني: بعد الاعلان عن ان مسيرة إسرائيلة استهدفت، سيارة من نوع رابيد بيضاء اللون، على طريق فرعية بين الشعيتية والقليلية قضاء صور في الجنوب، يستقلها القائد في كتائب عز الدين القسام خليل حامد خراز «أبوخالد» من مخيم الرشيدية مع 3 آخرين، ما أدى إلى مقتلهم جميعا، ونعت حماس الخراز من دون ذكر الاخرين، انهالت على لبنان المراجعات الدولية لاسيما من الدول التي تشارك بقوات في اليونيفيل للسؤال عن هوية الاخرين، ليتبين لاحقا انهم لبناني وتركيان، وجميعهم ينشط مع الجماعات المسلحة، وتوصلت التحقيقات الى معرفة مهام التركيين اذ تبين انهما من كبار المتمولين الذين يدعمون «داعش» و«النصرة» وكان لهما دور بارز في هذا المجال في سورية والعراق وصولا الى لبنان، وعندما سئلت حماس أكثر من مرة عن سبب تواجد هؤلاء مع القيادي الحمساوي لم ترد بأي جواب.

الثالث: وهو الأشد خطورة، ويتمثل في معلومات ابلغتها جهة ديبلوماسية الى جهات لبنانية، اكدت فيها ان زهاء 300 من المسلحين الخطيرين انتشروا في الجنوب تحت عباءة حماس وجماعات اخرى بذريعة المشاركة في نصرة غزة، وهؤلاء تحولوا الى قنابل موقوتة جاهزة للتفجير في أي لحظة في حضن حزب الله، والسيطرة عليهم صعب جدا لأن احدا لا يعرف اين ينتشرون وكيف يتحركون وما هي ارتباطاتهم، وما هو الدور الذي يلعبونه في تأمين احداثيات للعدو الاسرائيلي».

واوضح المصدر انه «مع انتهاء الحرب في غزة سيجد حزب الله نفسه امام واقع صعب، اولا في مواجهة الاغلب الاعم من اللبنانيين الرافضين لاباحة الساحة اللبنانية للعمل المسلح لفصائل غير لبنانية، وهو يكون بنفسه ضرب المعادلة التي يتمسك بها «جيش وشعب ومقاومة» لأنه حولها عمليا الى «سوبرماركت» متعددة الجنسيات وكل له اجندته الخاصة. وثانيا سيكون لبنان امام ضغط دولي كبير لأن تحويل لبنان الى ملاذ لحماس والجهاد الاسلامي يتهدد لبنان بمزيد من الحصار الاقتصادي والسياسي، وسيكون امام لائحة شروط مضافة، عليه تنفيذها قبل مد يد العون اليه».

وحذر المصدر «من تحويل المخيمات الى بؤرة توتر تحت عنوان من يمسك بالقرار الفلسطيني فيها، وبدأ احد رجال الدين الذي مهد بمواقفه للمواجهات السابقة يطلق مواقف مشابهة في الآونة الأخيرة وهو معروف عنه انه يعمل حسب الطلب، وعلى الدولة ان تحزم امرها باتخاذ القرار الاستباقي الذي يمنع تفجير المخيمات لاسيما مخيم عين الحلوة الذي يعتبر عاصمة الشتات، لا أن تأخذ موقف المتفرج الذي يصل الى حد التواطؤ كما حصل في جولات القتال في المخيم بين الجماعات المدعومة من حماس وحركة فتح بعد جريمة اغتيال اللواء العرموشي ورفاقه».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى