هدنة غزة تحرّك الرئاسة اللبنانية… لودريان إلى بيروت وخوف من المفاجآت
جاء في “الأنباء”:
مع دخول الهدنة الإنسانية حيّز التنفيذ في غزة وجنوب لبنان، والشروع بعملية تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، عاد الحديث عن تحريك الملف الرئاسي بعد فترة جمود استمرت قرابة الشهرين، على وقع المعلومات المتداولة عن زيارة مرتقبة للموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان لمتابعة اتصالاته مع القيادات السياسية من أجل تسجيل خرق في الملف الرئاسي والذهاب الى انتخاب رئيس جمهورية قبل نهاية هذه السنة.
مصادر سياسية متابعة اعتبرت في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن تطبيق الهدنة في الجنوب يجب تثمينه على خط إعادة تحريك الملف الرئاسي انطلاقاً من الرغبة الدولية بعدم السماح لاسرائيل بجرّ لبنان الى الحرب. وهذا أمر جيد للبنان يجب الاستفادة منه اليوم قبل الغد لأن لا أحد يعرف كيف ستذهب الأمور بعد الهدنة في حال قررت اسرائيل استئناف الحرب على غزة وجنوب لبنان، إذ لا يجوز أن يبقى لبنان بلا رئيس جمهورية في هذه الظروف الدقيقة التي تعيشها المنطقة والحرب المفتوحة على غزة، لأن لا أحد يعرف الطبيعة العدوانية للعدو الاسرائيلي وأين ستنتهي الأمور.
المصادر نقلت عن بكركي استياء البطريرك الماروني مار بشارة الراعي من موقف بعض القوى المسيحية غير المبالي بإيجاد حل لمسألة الشغور الرئاسي والتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، وكأن هناك تسليم لدى البعض بإلحاق الشغور في قيادة الجيش بالشغور الرئاسي والشغور بحاكمية مصرف لبنان.
في هذا السياق، أشار النائب غسان سكاف في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية الى أن هناك أموراً بدأ تحريكها في هذا الملف، داعياً الذين يعارضون التمديد لقائد الجيش الذهاب الى انتخاب رئيس للجمهورية باعتباره الحلّ الأسلم، ولكن في البداية يجب أن نعرف كيف تبدأ الأمور، فالمناخ الدولي يساعد على إنجاز هذا الاستحقاق.
وكشف سكاف أنه من خلال الاتصالات التي يجريها بات واثقاً أننا كلبنانيين باستطاعتنا انتخاب رئيس مع المعلومات المتداولة بأن لودريان يعمل لدفع الأمور الى الأمام، متوقعاً زيارته الى لبنان قريباً. وقال: “علينا كقوى سياسية أن نعمل داخلياً لانجاز هذا الاستحقاق لأن لا أحد يعرف أين ستذهب الأمور بعد الهدنة. وما يقال بشأن التمديد هو حفلة جنون بكل معنى الكلمة”، داعياً الكتل المسيحية وخاصة تكتل الجمهورية القوية والتيار الوطني الحر الى التجاوب مع الدعوات لإنهاء الشغور الرئاسي بدل ان يعمل كل فريق منهم على إلغاء الآخر، مذكراً بما صرح به بعد لقائه البطريرك الراعي بأننا بحاجة لتوافق أهل البيت الماروني أولاً والمسيحي ثانياً والوطني ثالثاً، لأن بكركي لن توافق على تغييب القرارين السياسي والعسكري الشغور في الرئاسة وفي مصرف لبنان ولن تسلّم بتفريغ قيادة الجيش.
وقال سكاف: “لن نقوى على الإنتظار اذا كان هناك حرب أم مفاوضات، ففي الحالتين نريد انتخاب رئيس جمهورية لأن لا أحد يمكنه معرفة النوايا الاسرائيلية بالنسبة لجنوب لبنان”، واصفاً الوضع بالقلق جداً فإسرائيل بدأت تفكّر بما بعد غزة وهل تقوم بتحريك الجبهة الشمالية لأن سكان المستوطنات في هذه المنطقة سيطالبون بحمايتهم أسوة بالمستوطنات في غزة. وهذا قد يدفع اسرائيل لفتح الجبهة الشمالية على نطاق واسع لذلك علينا ترتيب بيتنا الداخلي ونستبق المفاجآت، لافتاً الى أن زيارة الموفد الأميركي اموس هوكشتاين الثانية جعلته يبدّل رأيه بأن ثمة أمر ما قد يحدث ضد لبنان.
وعليه، يبقى السؤال هل تصدق النوايا ويتم اقتناص الفرصة والاستفادة من الهدنة للذهاب الى انتخاب الرئيس وإعادة بناء الدولة وانتظام المؤسسات؟