الفراغ الرئاسي يدخل عامه الثاني… حراك ضائع في الوقت الضائع
جاء في “نداء الوطن”:
على قاعدة «اللهم إني حاولت»، سعى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تحريك المياه الرئاسية الراكدة، لعلّه بذلك يتجاوز مطبّ استحقاق بلوغ قائد الجيش العماد جوزاف عون السنّ القانونية، وهو كأس مرّة يحاول ميقاتي العمل لعدم تجرّعها، إذ هو بالكاد يتمكّن من تسيير أعمال حكومته العرجاء والمفلسة، فكيف له أن يحافظ على استقرار المؤسسة العسكرية وثباتها الهشّ إذا ما بلغ موعد العاشر من كانون الثاني المقبل من دون التمديد لقائد الجيش أو تعيين قائد بديل أو رئيس للأركان أو القبول بتخريجة تكليف العضو المتفرّغ في المجلس العسكري اللواء بيار صعب؟!
هكذا، اعتقد أنّ الضغط باتجاه تسريع عقارب الرئاسة قد يساعده على تجاوز هذه المعضلة، ولذا سعى إلى جسّ نبض المسؤولين في الدوحة، لكنّ القطريين الذين بدوا في مرحلة ما قبل الحرب على غزّة، الأكثر حماسة لإنجاز الاستحقاق، بعد إخفاق الفرنسيين، أصيبوا بدورهم بـSyndrome «الصداع اللبناني» جرّاء الخلافات المتشعّبة والمملّة التي تعقّد الرئاسة وتجعل إنجازها مهمة مستحيلة. بهذا المعنى، صار الرهان على إحداث خرق في جدار الرئاسة، ضرباً من ضروب الخيال التي يصعب تحقيقها، أقلّه في الوقت الراهن حيث طبول الحرب تقرع أينما كان، ما يجعل ملف الرئاسة اللبنانية، ثانوياً، لن يجد من يتفضّى له أو يوجع رأسه به.
المعطى نفسه، أي الحرب والتي دخلت أسبوعها الرابع، تحول أيضاً دون تغيير موازين القوى المحلية إزاء الرئاسة بمعنى تغيير المواقف منها. إذ يرى المعنيون أنّ الخوض محلياً في الاستحقاق الرئاسي في هذه الظروف الدقيقة، ليس في محلّه أبداً، حتى لو جزم رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل بأن لا انعكاس لنتائج حرب غزة على الاستحقاق اللبناني، لجهة سعي «حزب الله» لفرض أجندته الرئاسية. ويرى المطلعون أنّه حتى لو لم تنته الحرب كما يشتهي «حزب الله» فإنّ احتمال تهريب الرئاسة في الوقت الضائع، غير ممكن أبداً وغير منطقي، ولن يفعلها «الحزب»… إلّا إذا قرر باسيل أن يصوّت لرئيس «تيار المرده» سليمان فرنجية.
ولكن وفق المعطيات، فإنّ ثبات عاملين أساسيين في محلّهما، يحول دون إتمام الرئاسة: أوّلهما تمسّك «حزب الله» بترشيح فرنجية وهذا ما أبلغه من جديد مسؤولون في «الحزب» لبعض سائليهم. وثانيهما رفض باسيل هذا الخيار هذا ما ردّده صراحة، لا بل هو صارح بعض من التقاهم خلال الأيام الأخيرة بالقول إنّه حتى «حزب الله» لم يعد يفاتحه بالأمر.