كارثة جديدة… موسم الجوز “مضروب” ومضارَب عليه
كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
طالما كان موسم الجوز العكّاري مطلب كثيرين من أبناء عكار وخارجها، وكانت تُكنّى حباته بحبّات الذهب، لكنه هذه السنة لم يكن كما يشتهي أصحاب البساتين والمزارعين، فالآفات فتكت به وضربت الحبّات على شجرها، وهذا ما يفسر ارتفاع أسعار الجوز. من منتصف تشرين الأول الحالي تقريباً أنهى أكثرية أصحاب البساتين قطاف الموسم والبعض منهم ترك الجوز على شجره ولم يتكلف عناء القطاف ثم التيبيس، لأنّ الجوز «مضروب» ولا يصلح. وبحسب مزارعين أصيب هذه السنة بالدودة التي أكلت الحبات من داخلها، ناهيك عن الأوراق والأغصان، وبالتالي لا إمكانية كبيرة للبيع والمنافسة، خصوصاً أنّ الشجرة التي كانت تنتج في السابق 1000 حبة مثلاً تراجع إنتاجها إلى أقل من 300 حبة.
وعلى الرغم من أن أكثرية المزارعين رشّوا المبيدات ككل سنة، كما يؤكدون، إلا أنّ الدودة أطاحت المواسم، ما دفعهم إلى مطالبة وزارة الزراعة بالكشف على الأشجار وحبات هذا الموسم لمعرفة نوع الدودة التي أكلتها وتأمين الأدوية لها.
والجوز يُعدّ موسماً أساسياً في قرى مناطق الدريب الأوسط وقرى في منطقة الجومة، حيث عشرات البساتين تحوي مئات الأشجار، وله تجّاره أيضاً، ويعتمد عليه في المدخول السنوي للعائلات. ولكن في مناطق أخرى كالقيطع مثلاً فإن من يزرع شجرة أو شجرتين أمام البيت يهدف الى تأمين مونته لا أكثر. ويشير علي كنعان من بلدة قبعيت – في قيطع عكار إلى أنّ لديه 6 شجرات جوز في داره أمام المنزل، وقد أطاحتهم الدودة بالكامل، فكانت الحبة مضروبة من داخلها ومن خارجها، فترك 5 من هذه الشجرات من دون قطاف، بينما استطاع أن يجمع من شجرة ما يقارب المئة حبة «لكن المؤسف أن أغلب هذه الحبّات بعد تشميسها وتكسيرها كانت «مضروبة».
ويشتدّ الطلب على الجوز هذه الأيام من أجل المونة الشتوية وكونه يدخل في صناعة المكدوس والزيتون وغيرهما. ويبدأ قطاف الجوز بعد منتصف شهر أيلول وحتى نهاية شهر تشرين الأول، فتكون القشرة قد خرجت عن الحبة وصار قطافها وتقشيرها أسهل. ويلاحظ الأهالي في هذا السياق، ارتفاع أسعار الجوز هذه السنة، فكيلو الجوز بقشره يباع في محلات عكار بين 500 و 700 ألف ليرة، بحسب جودته، في حين ينافس الجوز السوري الجوز اللبناني بعدما دخل إلى الأسواق هذه السنة وبكميات كبيرة.
من كان يربّي بعض الشجرات أمام المنزل من أجل المونة الشتوية والإستعمال المنزلي وجد نفسه مضطراً هذه السنة ليضع تأمين الجوز من ضمن ميزانية مصاريفه. تجدر الإشارة إلى أن صنف الجوز المنتشر في عكار هو من النوع البلدي ويشير عارفون بالموسم الى أنه عرضة بشكل دائم للأمراض ولا يستطيع مقاومتها. من هنا يحبذ خبراء بأن ينتقل الأهالي إلى زراعة أصناف جديدة من اللوز (الفريك) سهل الكسر باليد، لقدرته على مقاومة عوامل الطبيعة وعلى المنافسة في الأسواق أيضاً.