أثنت الناقدة ماجدة خيرالله علي تقديمه لشخصية السفاح، مؤكدة أن قرار إسناد بطولة مسلسل مثل “سفاح الجيزة” لنجم كوميدي مثل أحمد فهمي خطوة جريئة. ولم تكن هي الوحيدة التي أثنت عليه، بل إن عددا من النقاد أكدوا نفس الفكرة، بل وتصدر العمل الترند الأكثر بحثا للأسبوع الثاني على التوالي.
بدوره، أشار فهمي في لقائه مع “العربية.نت” إلى سعادته بتعليقات الجمهور على تجسيده لشخصية السفاح، وعلى الإشادة الموجهة للعمل كله، وأشار إلى أنه في أول حلقتين من المسلسل تعرض لحملة تشويه إلا أن الجمهور سانده بدرجة كبيرة، مشيرا إلى أن هناك مشاهد كثيرة في العمل كانت “مقبضة جدًا”.
*تمكن مسلسل “سفاح الجيزة” من أن يحقق نجاحا كبيرا، فما السبب من وجهه نظرك؟
**قصة العمل بوليسية مشوّقة مقتبسة في بعض جوانبها عن أحداث حقيقية، كما أن كل ظروف المسلسل كانت السبب في تقديم عمل مختلف تمامًا سواء للأبطال أو المخرج، ولذلك أوجه الشكر لكل صناع العمل، فما حدث هو نتيجة التحضيرات المكثفة التي استغرقت عامين، فذاكرنا جيدا كل التفاصيل، لذلك قدمنا العمل بمزاج شديد، وفي النهاية كان التوفيق من الله.
*العمل بمثابة تغيير جلد لك.. أليس كذلك؟
**هذا حقيقي، فأنا منذ فترة كنت أنوي كسر الأدوار الكوميدية التي كنت أقدمها من خلال عمل فني قوي، وهو ما اتقفت عليه مع المخرج هادي الباجوري عندما سألني ماذا “لو فكرت في تغيير شكل أدواري الفنية فما الشخصية التي أود تقديمها؟”، فقلت له إنني “أود تقديم شخصية لبطل غير مثالي”، خاصة بعدما قدمت فيلم “العارف” والذي أتاح لي تقديم شكل مختلف بعيدا عن الكوميديا، فهو ما فتح لي باب الخروج من الكوميديا.
*وكيف عرض عليك مسلسل “سفاح الجيزة”؟
**عن طريق صديقي المنتج طارق نصر، الذي عرض علي المسلسل خاصة أنني قلت له إنني أريد أن أقدم عملا مختلفا. فمنذ زمن وبالتحديد أثناء عملي مع هشام ماجد وشيكو حلمت وكنت أفكر بأنه من الضروري كسر النمط الذي أقدمه. فأنا أحب أنواع البطل غير المثالي ولذلك وجدت المنتج يقدم لي سيناريو مسلسل “سفاح الجيزة”، ووافقت عليه على الفور بعد قراءتي للحلقة الأولى. ثم عرضناه على هادي الباجوري وقام بقراءة النص واقتنع به لأنه كان يعرف قصة هذه الجريمة من قبل.
*وهل كانت هناك تحضيرات خاصة قدمتها من أجل هذا العمل؟
**بالتأكيد، ففي جلسات العمل تكلمت مع المنتج هادي الباجوري عن كل التفاصيل ومنها الصوت والابتسامة، وطلب مني أن أغير من شكلي بأن يكون لي كرش، ولكن وجهي يكون رفيعا، كما كان من الصعب المحافظة على الشخصية طول الوقت بنفس نبرة الصوت لأنه ليس صوتي الأصلي.
كما عملت مع طبيب نفسي للتحضير حتى أتمكن من إتقان كافة تفاصيل الشخصية، خاصة وأن السفاح ما زال موجودا على قيد الحياة. كما أنني تعرفت على الناس الذين احتكوا بهذا الشخص للتعرف على كل شيء يرتبط به. كما تعلمت أساسيات الطبخ والتقطيع حتى ظهرت ضمن أحداث العمل مع شيف خاص.
*وهل كان التحضير للمسلسل مساعدا وقت التصوير؟
**أفادنا للغاية عندما بدأنا فى تنفيذ المسلسل وسهّل علينا أشياء كثيرة لأننا كنا فهمنا كل شيء وذاكرنا جيدا، والمسلسل كلنا عملنا به بأريحية شديدة والتوفيق بالتأكيد هو من عند الله، والجمهور هو من سيقول رأيه، والحمدلله على ردود الفعل التي وصلتني.
*وما الذي اكتشفته عن تلك الشخصية؟
**السفاح الحقيقي عنده ثبات انفعالي ليس عاديا، وتعبيرات وجهه في التحقيقات لا تتغير. فقد شاهدت الفيديوهات الخاصة بالشخصية الحقيقية، أي نعم أنا لا أقدم السادات، ولكن كان لابد وأن أصل إلى شكل السفاح الحقيقي، فالشخصية عندما قدمتها كنت أشعر بأنها ستفاجئ الجمهور، بسبب هدوء طباعه التي لا تتماشى مع الجرائم التي ارتكبها في الواقع.
*حدثنا عن الفترة التى استغرقتموها فى التصوير؟
**التصوير كان أسهل مرحلة، فقد استغرقنا حوالي 50 يوما، وهذا يعتبر وقتا طويلا على مسلسل مكون من ثماني حلقات، لكن هذا لأن كل العناصر كان لديها الرغبة فى تقديم عمل مختلف، وأن نقدم جودة مثلما يتم تقديمه بالخارج، لأنك إذا كان معك ورق متميز وقمت بالإعداد جيدا، فلمَ لا يكون لديك الطموح لتقديم عمل متميز ومختلف.
*وكيف كان التعاون مع زملائك في العمل من الممثلين؟
**خرجنا من الصندوق، ولم نعتمد على أسماء تسهل عملية البيع، وكان هادي الباجوري في كامل تركيزه وكنت أتفاجأ بأشخاص في المسلسل، ولم أكن أعلم أنهم سيقدمون الأدوار التي قدموها ضمن أحداث المسلسل، والحقيقة أحب أن أحيي كل فريق عمل المسلسل، فقد تمكنوا من الخروج من الصندوق وبذلوا مجهودا كبيرا.
*ومن من الممثلين كنت تتمني العمل معه؟
**كنت أتمنى العمل مع الفنانة ركين سعد منذ عملنا معا في فيلم “العارف”، كما سعدت بالتعاون مع باسم سمرة فهو طيب وجدع، فهو ممثل كبير جدا، والحمد لله أنا مثلت أمام الكثير من الناس، وأعرف مدى حبهم لعملنا.
*وما هي الصعوبات التي واجهتكم في مسلسل “سفاح الجيزة”؟
**هذا العمل كان من أكثر الصعوبات به أنه جديد ومختلف ولم يتم تقديم قصة مماثلة له من قبل، وأول أيام التصوير كانت مليئة بمشاهد رئيسية. وقد قام المنتج بالاستعانة بشيف محترف لكي يقوم بتدريبي لأنني ضعيف جدا فيما يخص الطبخ. وأيضا قمنا بالعمل كثيرا على الشخصية نفسها. وجلست مع المؤلفة والفنانة إنجي أبو السعود والمؤلف عماد مطر واللذين بدورهما جلسا مع صحافيين وأشخاص عديدين لهم علاقة مباشرة بالقصة، وبدأت في فهم الشخصية ودوافعها لكي نقدم عملا متميزا.
العربية