اخبار بارزةلبنانمباشر

تحرير نوعيّ للمخطوف السعودي: امتحان دقيق تجاوزه لبنان

جاء في “الراي الكويتية”:

التقط لبنان أنفاسَه التي خُطفت مع المواطن السعودي مشاري المطيري الذي احتُجز رهينةً منذ فجر الأحد على يد عصابةٍ لها سجلّ حافل في عمليات الخطف والسرقة وتجارة المخدرات قبل أن يتم تحريره صباح أمس في عملية نوعية نفّذها الجيش اللبناني وتَعاونتْ لحصولها مختلف الأجهزة الأمنية.

وبتحرير المواطن السعودي وتوقيف ما لا يقلّ عن 9 من المتورطين (أطلق اثنان منهم لاحقاً) بعد أقلّ من 48 ساعة على خطفه في محيط منطقة «البيال» في بيروت ونقْله إلى منطقة متداخلة على الحدود اللبنانية – السورية بقاعاً وطلب فدية بـ 400 ألف دولار من عائلته لإطلاقه، يكون لبنان الرسمي تجاوز امتحاناً بالغ الدقة والحساسية، هو الموضوع «قيد الاختبار» عربياً خصوصاً لمدى جهوزيّته و«أهليته» لاستعادة «حزام الأمان» الخليجي تحديداً ربْطاً بمناخات الانفراج الاقليمي من بوابة تفاهم بكين بين الرياض وطهران، كما بإصلاحاتٍ بنيوية وهيكلية يشكّل رافعتَها إنجازُ الانتخابات الرئاسية بما يؤشر إلى بداية ترجمة مسار «ساعِدوا أنفسكم لنساعدكم» وإثباتُ السلطات اللبنانية إمساكَها بزمام الأمن ومضيّها أقله في وقف تحويل «بلاد الأرز» منصةً لتصدير المخدرات إلى دول الخليج وتفكيك عصاباتٍ «معروفة مكان الإقامة».

وكاد «قطوعُ» خَطْفِ المواطن السعودي الذي أفيد بعد ظهر أمس أنه تم إجلاؤه من بيروت على يد فريق من الاستخبارات السعودية على متن طائرة خاصة، أن «يقطع الحَبْلَ» بالرهانات اللبنانية على إمكان اقتناص مرحلة «إطفاء مَلاعب النار» في المنطقة ومحاولة نقْلها إلى حقبة «صفر مشاكل» ليقبع «على قارعة» الشرق الأوسط الجديد ونظامه الاقليمي الذي يتشكّل، وكأنه دولة ستبقى على هامش المستقبل الذي يُبنى برؤى من الحداثة والتوق إلى رفاه الشعوب وازدهارها.

ورغم «إنقاذ الموقف» من الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية التي «هبّت» على طريقة «وقْفة رَجُل واحد» منذ فجر الأحد لتحرير المخطوف السعودي وتفادي تدحْرج هذه القضية، ديبلوماسياً وسياسياً إلى جانب بُعدها الأمني، فإن الإنجازَ النوعيّ للمؤسسة العسكرية والقوى الأمنية الأخرى والذي كان محلّ ثناء وتقدير كبيريْن من الرياض، لم يحجب المخاطر التي تترتّب على وجود بؤر أو «محميات» أمنية تحوّلت مرتعاً لعصاباتٍ تمتهن كل أنواع الجرائم وبإمكانها أن تجرّ البلد في أيّ لحظة إلى «أفخاخ» ومتاعب هو في غنى عنها، وقد يقع فيها حتى مَن شكلوا «حاضنةً» لهذه العصابات، سواء بِحُكْم الواقع الجغرافي أو بـ «غض نظرٍ» سببه عدم الرغبة في استثارةِ حساسيات عائلية وعشائرية واستدراج توتراتٍ داخل البيت الواحد، أو ربما وجود استفادة من «شريان» مالي باتت تشكّله أعمال «تبيض ذهباً».

وكان بارزاً في موازاة المواقف السياسية لأطراف من مختلف المشارب ندّدتْ بعملية الخطف، اعتبارُ عشائر وعائلات بعلبك الهرمل أن «حادث خطف المواطن العربي السعودي في بيروت هو عمل جبان ودنيء لا يمت إلى أخلاق العشائر وعاداتها، ولا غطاء عائلياً أو وعشائرياً على أي متورط ومُشارِك، وندعو الأجهزة الأمنية والعسكرية إلى الضرب بيد من حديد وتقديمهم للقضاء ومحاكمتهم لأنهم يسيئون عن قصد أو عن غير قصد إلى التاريخ المشرّف لمنطقتنا، ويساهمون في زيادة الحرمان من خلال توجيه رؤوس الأموال للعمل خارج منطقة بعلبك – الهرمل، وهذه جريمة موصوفة في حق مستقبل أبنائنا ولن نسكت بعد اليوم، عن أي تقاعس في ملاحقة هؤلاء المندسين والمخرّبين للأمن الاجتماعي والاقتصادي في محافظة بعلبك الهرمل».

Related Articles

Back to top button