لعبة العبث بمصير البلد مُستمرة على الايقاع ذاته
جاء في “الجمهورية”:
اذا كان الحدث في باريس يتجلى اليوم في اللقاء بين الرئيس ماكرون والبطريرك الراعي، فإنّ الداخل اللبناني ما يزال يسير بعكس مناخات وانفراجات المنطقة، ويتأرجح على منحدر التخبط في المكان ذاته؛ فالأداء الذي تنتهجه مكونات الانقسام السياسي حيال الملف الرئاسي منذ شغور موقع رئيس الجمهورية، لم يدفع به قيد أنملة الى الامام، بل على العكس، ثبّته في مربع التعطيل، وبَدلَ الاتعاظ مما نتج عن هذا الفراغ، مِن مسّ بموقع الرئاسة الاولى ودورها وحضورها وهيبتها، وايضا من خلل وارباك على المستوى العام، لا تعدم هذه المكونات وسيلة لتمديد عمر الفراغ الى مَديات طويلة، ومنع رياح الانفراجات الاقليمية من ان تهب في اتجاه هذا البلد.
لكأنّ هذه المكوّنات قد نذرت نفسها في خدمة الشيطان، وإعدام اي فرصة تمكّن هذا البلد من استعادة نفسه واعادة انتظام الحياة السياسية فيه. وها هو الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية يقترب من نهاية شهره السابع، ولعبة العبث بمصير البلد مستمرة على الايقاع ذاته الذي ضبطت عليه منذ نهاية الولاية الرئاسية البرتقالية في تشرين الاول من العام الماضي.
واذا كانت هذه اللعبة قد عبّرت عن نفسها في 11 جلسة انتخاب فاشلة عقدها المجلس النيابي، ولمرشح معارضة اسمه ميشال معوّض، أجمَعت كل الاطراف السياسية، بما فيها اطراف المعارضة التي تبنّته، على انه لم يكن جدياً، فإن هذه اللعبة تتكرّر في هذه الفترة انما بوجه آخر، حيث تتلهى بمرشح آخر اسمه جهاد ازعور، من دون ان تملك اي مقومات قوة دافعة نحو جَعله مرشحاً جدياً.